الثلاثاء، 3 أبريل 2012

كارمينا بورانا - Carmina Borana

 
كارمينا بورانا ذلك القصيد السيمفونى الأشهر بالعالم لمؤلفه الألمانى كارل أورف والذى كان مولعًا بكل ما يمت بصلة للتراث وما يحويه من لهجات ولغات قديمة حتى أنه كان يمزج بين اللهجات داخل أعماله الإبداعية والتى بدأها وهو فى سن صغير بميونخ.ولذا حين تستمع إلى موسيقاه تشعر بمزج ما بين الحداثة والقديم وكأنك تدخل على إحدى بيوتات الموسيقى الإفريقية المفعمة بالحيوية ممتزجة مع نغم وصوت أوروبى رخيم ، وكأنه لا يكتفى بدمج اللهجات وحسب بل يمتد إلى الحضارات والقارات...
ويذكر أن "كارمينا بورانا" أول عرض لها كان بميونخ وهى عبارة عن مجموعة قصائد ترجع إلى القرن الثالث عشر الميلادى حيث تم اكتشافها في القرن الثامن عشر على هيئة مجلد يتضمن 119 ورقة تشكل 228 قصيدة وقد عثر عليها بجبال بافاريا فى دير البندكتيين بقرية Beuern وقد عثر عليها Johann Andreas Schmeller
 قيل أنها كُتبت على يد مجموعة من الرُهبان ينسبون إلى الـــ Goliard المتمردون ضد سلطة الكنيسة كانت أغلبها باللغة اللاتينية ، والألمانية القديمة ، عبارة عن أشعار فى الخمر والجنس وكافة الشهوانيات التى تُحرم عليهم لإنتماءهم الكنسى فمن يدخل فى رحاب الرهبنة يعزل جسده عن روحه ويتجرد من الحالة الشهوانية وما إمتلئت به الحياة من ملذات كى يتفرغ للعبادة والتأمل فى الملكوت وليبقى عُذرى، إلا أن تمرد هؤلاء الرهبان المتنقلين قد هداهم إلى الشعر متنفسًا يكتبون فيه ما رغبوه يومًا من الدنيا بعيدًا عن الأجواء الدينية الكنسية ، مؤكدين على كلمة "غدًا نموت" !!!
وعلى الرغم من وجود المجلد منذ القرن الثالث عشر بإكتشاف جوهان له إلا أن الأشعار لم تظهر للحياة فعليًا على يد الموسيقى إلا فى عام 1935 م على أنغام كارل أورف، وتأتى الإفتتاحية الموسيقية بشكل دراماتيكى متحدثًا عن الحظ والمصير والمحن التى تدور داخل كلمات مؤثرة موزعة بعد ذلك فى 24 قطعة شعرية - سأعرضها فى تدوينات قادمة -ويختم بالإفتتاحية من جديد ربما للتأكيد على أن دائرة الحياة بالنسبة لهم مفرغة منذ الميلاد حتى الموت من تجارب يخوضون محنها ويترك للنصيب المصير...

ليست هناك تعليقات:

 
قُطُوُف - Blogger Templates, - by Templates para novo blogger Displayed on lasik Singapore eye clinic.