الأربعاء، 7 يناير 2015

عزيزي الشتاء

عزيزي الشتاء
أكتب إليك أولى رسائلي الإلكترونية، على الرغم من تواصلنا سويًا دونما خطاب أو خط قلم، على مدار سنوات طويلة، نتشارك ذكريات عديدة. دسمة هي تلك الذكريات، لطالما كنت ورفاقك ، خير رفقة لي، بغض النظر عن ذكرى الرحيل الأخير في عامك الواحد بعد الألفين، لم ترحل وحدك.... لا عليك

كيف هي الأحوال، كيف حالك وحال أحباؤك؟
لابد وأنهم يفتقدونك في النصف الآخر من الكون، يفتقدون مزحاتك أنت ورفيقتك الرياح -رقيقة القلب هذه الأنثى- لكن احذر غضبها.
على ما يبدو أنك أغضبتها بصورة ما فتعاقبك وتسيء إلى سمعتك هذه الأيام.
صار لها ثلاث ليال ثائرة،تنفث الرماد بغير هوادة، كأنها جيش تتري اجترت خيوله رماد المعارك كلها، ونثرته على البلاد.
انتظرت أخيها المطر كثيرًا عله يهدئ من غضبها، كعادته، لكنه حتى الآن لم يأتي. أرأيت لم يبلل شفاه أحبتهُ حتى الآن، لم يروي ظمآ النباتات الواقفة في الشرفات تنتظر مجيء الشمس، لم يؤنس جلستهم المميتة حتى ذلك الوقت...
عزيزي الشتاء لمَ يحدث كل هذا؟
الصمت القاتل والمقتول في آن واحد، لا حراك، لا ردة فعل مكتملة. وجهي أصبح كلون رماد مدفأة قديمة يحوي الكثير والكثير من الذكريات، لا يقوى على سردها لكنه يختزن صورتها. حتى هذه الرسالة لا أقدر على إتمامها والبوح بالمأساة التي تنتظرني على بُعد بضع أيام...
عزيزي الشتاء كنت دومًا فصل ميلاد حياة، هلا أعدت لي رمق منها كي تمر الأزمة...

عزيزتك المخلصة؛
 
قُطُوُف - Blogger Templates, - by Templates para novo blogger Displayed on lasik Singapore eye clinic.