السبت، 31 مايو 2014

هنا القاهرة

"هنا القاهرة، هنا افتتاح الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية" 
"إنا فتحنا لك فتحًا مبينا" 
هكذا بدأ راديو ماركوني، أو راديو الحكومة المصرية، أو الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية، سموه أيما اسم تشاءون، لكنها تبقى في النهاية إذاعة الدولة المصرية، التي صاح من خلالها الإذاعي المصري الراحل "أحمد سالم" نداءه "هنا القاهرة" وتبعه قيثارة السماء، القارئ الشيخ "محمد رفعت" يفتتح بصوته العذب الإذاعة المصرية قارئ لسورة "الفتح" تم هذا في تمام الساعة 5:30 مساء يوم 31 مايو  1934، ثم كلمة وزير المواصلات،اعقبتها كلمة لــ "علي باشا إبراهيم" رئيس لجنة البرامج،ثم معزوفة موسيقية، تلاها مونولوج للفنان "محمد عبد القدوس" وفقرة غنائية تناوب عليها مدحت عاصم، فأم كلثوم، ففتحية أحمد، فعبد الوهاب.


ذكرنا في السابق قصة الإذاعات الأهلية  وما تم بعد ذلك من محاولات أصحاب الإذاعات الأهلية في تدشين محطتان بجانب الإذاعة الحكومية، لكن باءت المحاولات بالفشل، فقد تمكنت شركة ماركوني من بسط سيطرتها ،على وزارة المواصلات وعقدت الاتفاق، وكان هذا في البداية مع "توفيق باشا دوس" وزير المواصلات في يوم 3 مارس 1932، حضره مندوب ينوب عن رئيس شركة ماركوني التلغرافية  البريطانية، واتفقا على 55 % تتبع مصر والباقي أسهم للشركة بجانب حق الامتياز.
ودارت العديد من المشاورات بين دوس والوزارة، حول الامتياز والتدشين، حتى يتم تدريب عمالة مصرية تستطيع تولي القيادة أو كيفية إدارة الإذاعة، حتى تقدم "توفيق باشا دوس" بمذكرة إلى مجلس الوزراء في 15 يوليه 1932 بإنشاء محطة إذاعة لاسلكية وأن تتولاها شركة ماركوني لعدم توافر الخبرة، وكانت هذه النقطة مثيرة للتساؤل، لمذا أصر "توفيق باشا دوس" وزير المواصلات على عدم توافر خبرة داخل مصر في الإذاعات اللاسلكية ، في حين أن مصر كانت تحتكم على أكثر من 11 إذاعة أهلية وأغلبها كانت بإدارة وهندسة مصرية!!!
ووافق "اسماعيل باشا صدقي" على المذكرة في تاريخ 21 يوليه 1932،وأن تتولى ماركوني إنشاء المحطة، وأن تحتكر تدشين الإذاعة على متوى القطر المصري، ملتزمة باتفاقية "البرق اللاسلكي" التي عقدت في "واشنطن" عام 1927.
وتم تدشين أول محطة إذاعية تتبع الحكومة بشراكة مع شركة أجنبية، ونص العقد على أن الشركة مجرد وكيلة للحكومة داخل الإذاعة وأن الحكومة المصرية هي صاحبة اليد الأولى والمحتكرة للإذاعة.
في نوفمبر من عام 1932 اعتمدت وزارة المواصلات مبلغ 2000 جنيه من إدارة السكك الحديد والتلغراف  -والتي كانت معنية وقتها بالمراسلات التلغرافية والاتصالات-  لبناء المحطات،وقامت ماركوني بتهيئة خمس استديوهات في العمارة الكائنة بشارع علوي خلف البنك الأهلي المركزي،وقد اتفقت ماركوني على إدارة الإذاعة المصرية مدة العشر سنوات ، بدأت في تاريخ 31 مايو 1934،كان معها حق إذاعة مادة إعلانية تتلقى ماركوني مقابلها حصة مالية من حصيلة بيع أجهزة الاستقبال"الراديو" قُدرت بــ 60% ، وكان للحكومة الخق في إذاعة البيانات الملكية والنشرات الرسمية ، وكذلك خدمات للجمهور في عرض للأرصاد الجوية وغيرها من شئون مجتمعية.
وقد هيئت لجنة تحددت مهامها في الإشراف على البرامج وحددت أعدادهم ،تمثلت في خمسة اعضاء، تعين الحكومة المصرية ثلاثة، وشركة ماركوني لها اثنين. وكان أول رئيس للجنة المشرفة على البرامج الجراح المصري "علي باشا إبراهيم" .
في 15 فبراير 1934 صدر المرسوم الملكي ببدء العمل طبقًا للمعاير والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر.
العجيب أن الإذاعة ظلت تحت إشراف وزارة المواصلات التي تحتكم في الاتصالات والتلغرافات حتى عام 1939،إلى أن تم إنشاء وزارة الشئون الاجتماعية 20 أغسطس 1939 وحول أمر الإدارة إليها ،ثم جاء عام 1943 وصدر مرسوم بتحويل الإدارة إلى وزارة الداخلية ،وأقر "مصطفى باشا النحاس" أن هذا المرسوم لما للإذاعة من ارتباطات بالأمن القومي!!!
وعلى الرغم من انتهاء امتياز العشر سنوات، قامت ماركوني بالتجديد خمسة أخرى ووافقت الحكومة المصرية، على أن تسلم الشركة الإذاعة باستديوهاتها وملحقاتها إلى الحكومة المصرية في 31 ديسمبر 1947 إلى أن جاء عام 1947 وفسخ العقد نهائيًا في 4 مارس 1947 بعدما ماطلت الحكومة البريطانية في عدم الجلاء عن مصر...
في هذه الفترة كانت مرحلة التمصير وتسليم الإذاعة بالكامل لإدارة وعمالة مصرية، وذلك في 27 مارس لنفس العام تقدمت لجنة من وزارة الشئون الاجتماعية والتي قد عادت للإدارة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وترأس اللجنة راضي بك أبو سيف وكيل وزارة الشئون الاجتماعية، وتسلمت اللجنة، الإذاعة بالكامل.
ترتب على التمصير موافقة مجلس الوزراء برئاسة "النقراشي باشا" على إنشاء إدارة الإذاعة المصرية اللاسلكية في 18 مايو 1947، وتسلمت مصر رسميًا الإذاعة في نفس مبناها القديم والذي لا يزال قائم حتى الآن في "شارع الشريفين، خلف البنك الأهلي المركزي" وهو المبنى الذي يضم حاليًا الإذاعات الإقليمية "ِشبكة القاهرة الكبرى"، تسلمت مصر في 31 مايو 1947 الإذاعة المصرية مشرفة عليها إدارة وهندسة مصرية...

الخميس، 29 مايو 2014

يوم أغلقت الإذاعات الأهلية في مصر

"معاكم صادق صديق العائلات"، "هنا القاهرة"، "هنا راديو مصر الجديدة" جمل كثيرة تعدد سامعيها ورحل قائليها، جُمل ترددت عبر آثير الإذاعات الأهلية في مصر...
ففي الفترة من عام 1925 حتى 29 مايو عام 1934 كان في مصر ما يسمى بالإذاعات الأهلية، والتي بدأت فيها بعد إنشاء أول إذاعة في العالم بخمس سنوات، وحتى عام 1931 بلغ عدد الإذاعات الأهلية في مصر 11 إذاعة أهلية موزع آثيرها على القطر المصري بأكمله، تبدأ منذ مطلع الشمس حتى بلوغ الليل.
قامت الحكومة المصرية بعدة أمور مع هذه الإذاعات منها، أنه في 10 مايو عام 1926 صدر مرسوم ملكي وحددت فيه المادة 19 بإجازة اقتناء الأجهزة اللاسلكية وشروط استخراج تراخيص الأجهزة اللاسلكية طبقًا للإتفاقيات الدولية آنذاك، خاصة بعد أحداث الحرب العالمية الأولى. ولم تكن الحكومة وحدها المترقب الوحيد لهذه الإذاعات بل إن الاحتلال البريطاني نفسه كان ضدها والدليل في 14 مايو لنفس عام صدور إتاحة امتلاك أجهزة لاسلكية، أرسل المندوب السامي كتاب بحظر إنشاء إذاعات لاسلكية وأرسله إلى "أحمد زيوار" باشا رئيس الحكومة وقتها، وذلك لأنها كانت بمثابة الخطر الذي يهدد الاحتلال؛ فقد اتخذت بعض الأحزاب السياسية هذه المحطات منبر لها. ولذلك وبدعم من الاحتلال تقدمت شركة ماركوني الانجليزية بطلب شراكة مع الحكومة المصرية لإقامة المحطة الحكومية. اجتمع وزير المواصلات في عام 1932 مع أصحاب المحطات لوقف البث، فوافق بعضهم، وأصر آخرون على البث وعدم التوقف. وحين وصلهم إنذار الحكومة بالتوقف من يوم 29 مايو 1934، أضربت الإذاعات عن البث يوم كامل.
حين علمت هذه الإذاعات بنية ما تخططه شركة ماركوني مع الحكومة المصرية نحو إنشاء الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية التابعة للدولة، أنشأوا ما يسمى بدار اتحاد محطات الإذاعة الأهلية، وكان مقر الاتحاد "راديو سابا" وكانوا يذيعون ليل نهار من باب استعطاف المستمعين لردع الحكومة عن إقامة محطتها، لكن لم يجدي استعطافهم نفعًا. وأقاموا دعوى قضائية ضد وزارة المواصلات بإقامة محطتان في القاهرة والإسكندرية بجانب المحطة الحكومية، لكن المحكمة الابتدائية لم تنصفهم وخضعوا في النهاية لقرار وقف الإذاعات الأهلية يوم29 مايو 1934.
كانت هذه الإذاعات مصدر دخل للمطربين الصغار، منهم فريد الأطرش وأسمهان التي بدأت في إذاعة حبشي جرجس عبر التليفون وكذلك ليلى مراد، بل إن الشيخ محمد رفعت والذي هو أول من افتتح الإذاعة المصرية بصوته يتلو القرآن بادئًا بسورة الفتح، كان يغني في هذه الإذاعات الأهلية وأول ما بدأ الغناء كانت قصيدة "وحقك أنت المُنى" وكذلك أنور وجدي بدأ في راديو حبشي كمونولجست لإعلانات الصابون التي كانت تصرف على المحطة وسعاد زكي وغيرهم كثيرون .
تعددت أسماء الإذاعات الأهلية بمختلف توجهاتها منها راديو فوزية وراديو فاروق وراديو حبشي وراديو فيولا كل هذه المحطات وغيرها صمتت للأبد بعد قانون المواصلات، والذي كانت وراءه شركة ماركوني والتي ظلت متولية أمر الإذاعة من عام 1934 حتى 1947 حتى تم تمصيرها فيما بعد.
اختلفت الحكايا حول نشأة أول إذاعة أهلية، فيعود القول أن "راديو مجازين

الأحد، 25 مايو 2014

خصل

كلما اقتربت نسمة من النسائم لوحت خصل الشعر البيضاء بجوار أذني اليمنى أمام عيني وكأنما تبلغ العمر السلام...
 
قُطُوُف - Blogger Templates, - by Templates para novo blogger Displayed on lasik Singapore eye clinic.