الأحد، 21 أكتوبر 2018

انكسار

بينما كنت في المنزل أشاهد التلفاز، تلقيت رسالة هاتفية من صديقي؛ تقول أن شيئاً ما حصل معه وأراد مني مساعدته. لم يرغب في التحدث على الهاتف وفضل أن يراني ليخبرني ما حدث.
ذهبت لمقابلته في حدود الساعة الثامنة مساء، الشوارع كانت مكتظة بالسيارات لا أدري لماذا وكأنه يوم الحشر، على الرغم من أن اليوم هو الجمعة، وفي هذا الوقت من يوم الجمعة تكون الشوارع فارغة. آآآخ تذكرت هناك مباراة كرة قدم، لا أذكر الفرق ولكن أتذكر أن بثينة زميلتي في العمل ذكرت هذا بالأمس. لا يهمني أمر المباراة أو أي مباراة لم يعد شيء يهم، وهذا الآخر الذي يهاتفني في يوم راحتي جعلني أقلق بشدة، هو صديقي، نعم صديقي منذ سنين طويلة لم أعد أحسب لها حسابات فالأبيض يغزو رأسي بهدوء لذا لا يهم.
حسنا ها أنا الآن أقترب من المقهي، يبدو أن صديقي يجلس في ذات الركن الذي لم يتركنا أو نتركه منذ أيام الثانوية العامة.
 كانت لحظات عجيبة، وكان هو أول من جلبنا إلى هذا المكان كي نصير كبار ولمً لا ونحن على مشارف الجامعة، كانت أيام...
ها أنت كيف حالك، أرعبتني يا رجل ما حدث لكل هذه الإثارة، رسالة غامضة وأهاتفك مرات لا تجيب وتكتفي بالرسائل! هل أكلت القطة لسانك؟!
ما هذا الوجه! وجه صديقي بائس وعجوز، لقد جعلني أدرك عمري وعمر أجدادي، ما بك يا صديق وأي ريح عصفت بشبابك وشيبتك هكذا؟ فجأة قام وتلحفني باكيًا منتحبا لا يصدر منه شيء سوى رجفة وبكاء وظل مرتميًا على جسدي وكأنه طفل، وكأن جسده كومة من العجين لا انتصاب له!
حاولت أن أهدئه، جلسنا ونادمت النادل أن يأتينا بعصير الليمون أو أي شيء لتهدئة صديقي.
جلسنا صامتين لعدة دقائق، لم أتكلم.
 بل بدأ هو الحديث، ماما ماتت...

ليست هناك تعليقات:

 
قُطُوُف - Blogger Templates, - by Templates para novo blogger Displayed on lasik Singapore eye clinic.