في أمور لطيفة وتاريخية كحدث مهم يعني، حصلت على الصعيد الأفريقي وهي إن إثيوبيا وإرتريا بيصلحوا العلاقات بينهم حاليًا، وده عظيم جدًا ومبشر. وإثيوبيا فعليًا في طريقها أنها تكون أقوى قوة إقليمية في القارة لو فضلت ماشية على الخطوات الإصلاحية الحالية!
أخرها كان زيارة رئيس وزراء إثيوبيا (آبيي أحمد) لإرتريا والاستقبال الودود من قِبل (إيساس أفورقي) رئيس إرتريا واللي من الطبيعي ينتج من بعدها فتح الحدود وتسليم الأرض المتنازع عليها وفتح متبادل للسفارتين في الدولتين، والجزء الأهم ميناء مصوع وعودته كشريان حياة لإثيوبيا واللي هيؤثر بشكل قوي في الوضع الاقتصادي والاستثماري في إثيوبيا.
تصفية الخلافات القديمة بين الدولتين والخلافات دي مش من 20 سنة زي ما أغلب الصحف بتتكلم، لأن الخلافات دي موغلة في القدم وأبرزها من وقت الزحف الاستعماري الأوروبي على القارة. وطبعا فكرة إن ميناء مصوع يبقى مفتوح لإثيوبيا بشكل رسمي ده غير المطارات مش حاجة عادية بالعكس ده انفراجة كبيرة.
طب ليه لأن ببساطة إثيوبيا دولة حبيسة وجميع حدودها دول، وبالتحديد 5 دول محاوطينها، وهما إرتريا والصومال وجيبوتي والسودان وكينيا، وأهم منفذ لها هو ساحل إرتريا على البحر الأحمر نظرًا لطوله وعمقه الإستراتيجي، زمان كان في خناقة بين مصر وإثيوبيا دي بتاعتي لا دي بتاعتي، هوب قامت إيطاليا مغفلاهم هما الإتنين واشترت بالباطن عن طريق شركة ملاحة مساحة أراضي كبيرة من سلطان المنطقة وحطت إيدها على المكان وقالت دي بتاعتي ومستمعرتي ومعايا ورق وعملت معاهدة مع إثيوبيا ورسموا الحدود بينهم وشوية وقامت إيطاليا ساحبة على إثيوبيا ودارت بينهم معارك وللعلم مصر بعتت لإثيوبيا جنود تطوعوا وياهم وحاربت الطلاينة وكان في وفود رايحة وجاية، المهم إثيوبيا محتاجة تتنفس ويبقى لها تجارة خارجية وسفن رايحة وجاية في البحر مشيت إيطاليا بعد خسارتها في الحرب العالمية التانية قامت بريطانيا قالت لهم ضموا على بعض فرجعت إرتريا جنب الحبشة حتة واحدة. ودارت الخناقات ما بين حركات إرتيرية بتقاوم حكم إثيوبيا عليها ونشأ كفاح مسلح يبحث عن استقلاله، وتشتت الإرتيريين بين كذا بلد وانطلقت حركة تحرير إرتريا من مصر من خلال إنشاء الجبهة الديمقراطية الإرترية في القاهرة تنادي بتحرير الأراضي واستقلالها عن إثيوبيا، قامت إثيوبيا ضامة إرتريا لها كمحافظة من ضمن المحافظات الإثيوبية كل ده علشان مصوع والكنز الإستراتيجي اللي إثيوبيا بتطمح له سواء كانت في حكم إمبراطوري أو جمهوري لحد ما حصل وإرتريا أعلنت الاستقلال في التسعينات والعلاقات فضلت متوترة وأوضاع ضيقة استثماريًا بالنسبة لإثيوبيا ومكلفة لأنها حبيسة مافيش ساحل عندها. وطبعًا ساحل إرتريا مش أي ساحل ده موقع مهم جدًا ومؤثر على كل الدول المطلة على البحر الأحمر وطبعا على الناحية التانية اليمن. وزمان حصلت مشاكل وخناقة بين إرتريا واليمن علشان دي بتقول احتليتي جزري ودي تقول لا أنت اللي احتليتي جزري ورجعوا واتصالحوا المهم نبص ونشوف بيحصل إيه في اليمن نبص ونشوف بيحصل إيه مع مصر وتركيا وقعدتها في سواكن على البحر الأحمر في السودان واللعب اللي حاصل في البحر الأحمر، ده غير تراجع نفوذ اليمن مابقاش لها سلطة على باب المندب والبحر الحمر زي زمان، ونبص كده على إثيوبيا وإرتريا... على قدر ما اللي بيحصل بين البلدين عظيم جدًا ويمكن يساهم فعليًا في نقل أفريقيا نقلة اقتصادية مهمة جدًا لكن في الوقت نفسه مقلق أنه يكون بتحالفات القوى الجديدة اللي بتلعب في الخرايط قصاد بعض غُترة وطربوش...
هناك تعليقان (2):
الكلام ده فعلا مهم وخير
جزاك الله خيرا ع المعلومات القيمة
العفو يا فندم :)
إرسال تعليق