الأحد، 14 يوليو 2013

رمضان جانا

ليلة قدوم رمضان لم تكن تلك الليلة التى اعتدت على بهجتها في كل عام ، تكدس الوجع والأحمر السارح في جنبات الوطن كان لها وقع الصدام النفسي ، ليلته كان شخص عزيزعلى قلبي في مأزق -جد خطير- لا إستهانة به ربما في طريق العودة تكالبت عليَّ كل الأوجاع من الأحبه بما فيهم ذلك الشخص ،وكأنها تود افتراس عقلي ودمع يفر من عيني وكأنما يهرب كي ينجو بنفسه من ذاك الصراع الداخلي الذي كادا الجسد والنفس ينهاران بسببه... رجعت بيتي ملقية النفس قبل الجسد المنهكان على الفراش حينها صارت الوسادة مأمن لسيل غلبه النوم كي يكف ، أوقظني صوت أمي المتحسر ابنتي بها أمر جلل ، مارسنا جميعًا الطقس الأسري العريق لأول سحور بالشهر ... تلقفتني الوسادة من جديد ، لم أشعر بشيء نمت حتى عصر ذات اليوم ، تذكرت أن هناك زينة رمضانية جديدة (رايات الخياميه) لم تعلق بعد ، خرجت كاسرة لصمتي وأخذت أتسلق هنا وهناك لتعليق الزينة الجديدة . أخذت أفك كل ربطة من الأقمشة الرقيقة زاهية اللون ، آنذاك داعبتني الشفاه بإبتسامة بها رحيق الشتاء كان بها من اللؤم ما يكفي لكسر صمت الوجه الموجوع ، جاءتني ذكريات رمضان قديمًا (سماح إبراهيم) زميلة الصف التي كانت تدغدغ الكراريس كي ترضي -أي الكراريس- أن تعطيها ورقة من منتصفها كي ترينا إبداعها في فوانيس رمضان الورقية وتلك الأعلام التي كنا نصنعها سويًا في الفصل . منزلنا وخالي الأصغر وهو يمازح جيراننا في المفارق المحيطة بالمنزل ويداعبهم أثناء تعليق الزينة أمام منازلهم والفانوس الخشبي المزين بورق (الأزاز الملون) وأمام كل بيت موقد مشتعلة به نار. كانت بهجتهم في رمضان الزينة والمواقد عليها غلايات الشاي وإلتفافهم حول موائدهم الخشبية . لكن بمنزلنا لم نكن نعلق زينة ورقية أو أي شيء -نظرًا لوقار المنزل فقد كان أكبر منازل البلد وأوجهها- لكن رمضان لدينا فرحته كانت أجمل بدون زينة بدون أي شيء انتظار قدوم ماما في أول يوم ، خالتي الصغيرة وطعامها المبهج ، جلباب جدتي المحيي للروح ، خالي الأصغر انتظار مكالمة خالي الأكبر قبل الفطار ،الطفلة التى لم تبرح قلب طفولتها... كل هذا في تلكم الابتسامة اللئيمه وخربشات صوت قماش الخياميه...

ليست هناك تعليقات:

 
قُطُوُف - Blogger Templates, - by Templates para novo blogger Displayed on lasik Singapore eye clinic.