السبت، 18 مايو 2013

رسالة من قاع الموت

أكتب لكم من حيث ترقد الأماني في قاع حلم بعيد، طاوي مسافة بين الإفاقة و تنهد صدر عليل يلهث في الليل. لكن لا جدوى من طي المسافة فلا إفاقة لحلم ميت يتصدر مشهد الأيام الخوالي، يطرف عين الإندهاشة من حين لآخر باعثًا لنشوة انتصار زائف يتدثر به في ليلة باردة ظنًا منه أنه قدح ساخن من الشاي آتت به يد أمه .
جمع و ضجيج لا ينتهي لكن وسطه هذا الصامت، لا ينفك أن ينطق حرفًا لثانية فيصمت أيام ولربما شهور، ظلًا باهتًا يسير خلفه وسط افتراش الشمس للأرض و كأن لا وجود له على هذي الأرض، قلبه ممتلئ حد البذخ من الحب، موجوع حد القهر مما يصادفه. وسط الزحام ومع صمته تشتعل رأسه جمرة، وكأنها صارت صهريج لأحد البواخر العتيقة يملؤنها فحمًا كلما قاربت على الهدوء، لا يبرح الجمع من صب الفحم وإشعال النار دون هوادة. كلما حاول نثر الحب يشتعل الفحم في المقابل.
كان يذهب إلى صومعته مهدئًا لسخونة رأسه بالبكاء لا يملك سواه هو وذكريات تنهمر الدموع سيلًا بعد الإتيان بها، و كأنما يسأل روحه لمَ صار المطاف هكذا ؟!!!
يخلع ما عليه من ملابس، ود لو كان وجعه يخلع هكذا بسهولة قطعة تلو الأخرى دون بذل عناء. لكن كيف له السبيل من جبال رصدت على صدره بغير حسبان، غرفته التي أطلقوا هم عليها الصومعة -وليس هو- تضيق جنباتها تقترب منه الحوائط خانقة ما تبقى -رغم اتساعها- هو غير مرغوب به في هذي الحجرة حتى وريقاته المتناثرة لا رغبة فيها إلا إذا فضلوا استخدامها كملمع لزجاج النوافذ أو مفرش تحت أكلة سمك !!!
... إلى تتمة لم تكتمل بعد !

ليست هناك تعليقات:

 
قُطُوُف - Blogger Templates, - by Templates para novo blogger Displayed on lasik Singapore eye clinic.