السبت، 29 نوفمبر 2008

الموشحة

الموشحة
الموشحة أقدم أنواع التأليف الغنائية، وأول ظهورها في الأندلس حيث ابتكرها الأندلسيون في عهد الدولة المروانية في القرن التاسع الميلادي، ولا ندرى على وجه التحديد من هو البادىء ولا في أي سنة بدأها. 

قال ابن خلدون: أن أول من سبق إلى ابتداعها هو "مقدم بن معافر" من شعراء الأمير "عبدالله المروانى" الذي عاش سنة (275-300هـ) (888- 912م). وينقل السيوطي عن المغرب لابن سيد قوله: أن أول ما صنع الموشحات الأندلسية أبو عمر أحمد بن عبد ربه صاحب "العقد". ويزعم المستشرقين ومنهم "مارتن هارتمن" أن الموشحات تطوير للشعر المسمط الذي عرفه الشعراء المشارقة من قبل.

وكان الغرض من ابتكارها، هو التحرر من قيود الأوزان الشعرية المعروفة، حتى يتوافر لهم في هذا التحرر من فسحة المجال وانطلاقة الخيال، ما يمكنهم من تصوير مختلف العواطف الحسية والمعنوية بألحانهم تصويرا صادقا ومتحررا، دون التقيد بما يفرض عليهم ضرورة إخضاع النغم للشعر كما كان يفعل المشارقة "بنو أمية والعباسيون".

تتركب الموشحة –عادة- من بنائين هامين: أولهما "شعري"، وثانيهما "لحنى"؛ فالبناء الشعري عبارة عن كلمات مقفاه، موزونة بأوزان تشبه أوزان الشعر، غير أنها لا تتقيد به في كثير من الأوزان، وإن كان يشترط فيها التزام العربية الفصحى السليمة.
أما البناء اللحني فينقسم إلى ثلاثة أقسام، يسمى القسم الأول "البدنية". ويسمى القسم الثاني "الخانه". كما يسمى القسم الثالث "القفلة" وغالبا ما يكون تلحينها مطابقا لتلحين "البدنية الأولى".

وقد إنتقلت الموشحة من الأندلس إلى شمال إفريقيا في القرن الخامس عشر عندما هاجر كثير من أهلها إلى تلك البقعة، ونقلوا إليها الكثير من الفن الأندلسي وخاصة "الموشحة" التي صمدت أمام الأزمان والأحداث، وكانت سببا لتخليد ذكرى الأندلس في عالم الفن.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن كتاب
الباقة الموسيقية الموشحات
تأليف: عبدالمنعم عرفه
أستاذ بالمعهد العالى للموسيقى العربية
طـ 3
1406هـ - 1986م

ليست هناك تعليقات:

 
قُطُوُف - Blogger Templates, - by Templates para novo blogger Displayed on lasik Singapore eye clinic.