أحمل النسمة سلامي وأسمع البدر أنيني
ويظن المرء منا أن الحبيب مخلد. لا رحيل لا غياب، لا أرض جديدة تحتضن روحه، ولا أرض قديمة تحتضن رفاته!!
رحيل بمقدمات أو بدون، كيف يحدث هذا؟ كيف يسمح النسيم للأحباب أن يرحلوا من بيننا؟ أهذي الأرض قد ضجرت أم أن الطيبون قد ضجروا من رماديتها بل وعتمتها في بعض الأحيان.
كان الجميع يرحل أنكمش فيمر يوم الرحيل كما يمر، نواسي من نواسي وننثر ما ملكت أيدينا من الدفء كي ندثر قلوب الأحباب المرتجفة لرحيل أحبائهم. إلى أن يأتيك الصقيع...
لا قلب يدثر ولا يد تربت ولا عين تواسي، لا أحد يمكنه ملء الغياب.
جاءني الصقيع دون نظر مني ودون ترتيب، صقيع فتك بقلبي وأصاب العقل والزمن بالشلل... "ستكوا ماتت" صوت أمي المرتجف الصارخ المستنكر وكأن مسه التيه.
"وقفتي ساكتة وحيرانة ووقفت حيران وياكي وبالدموع ياما بكينا"
بئس بانورامية المرء منا، بئس التيه والتشتت الذي يفلت من بين الذراعين آخر حضن... الأيادي تشدني والأفواه تحوقل. أقبلها وألمس ما ألمس من الجسد الرقيق الراقد.
"الوردة دي ريحتك فيها"
كانت جدتي سعاد رقيقة الجسد جميلة المحيا، باسمة العين. كلما احتضنتها أحتضن برفق أتحسس بأذني دقات قلبها الحاضن لوجودي، وأتنسم رائحتها العبقة، هي الأمان والسكينة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق