في إغفاءة ما قبل بزوغ الشمس، تسرسب إلى عقلي الباطن حلم غريب، يحوي مجموعة من السيدات اللائي يرتدين ملابس تشبه فساتين الدوقات في القرن السابع عشر أو الثامن عشر، ذلك الثوب المنتفخ قليلًا عند الخصر، والقبعة ذات الريشة المتدلية على الجبهة. ومعهن مجموعة من الرجال، جميعهم يتجولون داخل مبنى أثري أشبه بسرداب وشديد الشبه باستراحة ميريت باشا بسقارة، في الوقت نفسه القاعة الرئيسية فرعونية الطابع لا غبار فيها، لكن هناك باب جانبي يظهر منه بعض الأشخاص في وقت لاحق يرتدونملابس عصرية والباب ذو نقش إسلامي شبيه بأبواب مسجد القطب المرسي أبا العباس بالإسكندرية.
المجموعة بدت وكأنهم يتجولون اكتشاف عظيم خلال القرن الذي يحيون فيه ويتجولون في زهو ودهشة من هول الجمال الزخرفي، والنقوش المتوجة للقاعة...
ما يحدث فجأة هو الأغرب فالباب الجانبي يفتح ويظهر منه مجموعة من الشباب يتدربون على تمثيل فيلم أو تصويره على ما يبدو!!! هرولة من النساء بفساتينهن الممتلئة وأسلاكها الشائكة، وغرابة الموقف مع اختفاء كل الرجال ثم اختفاء كافة النسوة الموجودات ما عدا واحدة تسمى "شوقية كحيلة" والتي تصرخ في الشباب ممنوع ممنوع هذا تهكم على الآثار ممنوع ممنوع ويبدأ الجميع بالضحك فألتفت لأجد من حول السيدة أناس بملابس عصرية أجانب ومصريين، وهي وحيدة وسط ذهول لما تراه.
تهرول السيدة نحو الباب تجده موصد، تلف بأرجاء الممبنى لامنفذوكأن هناك ثقب دودي قد ابتلعها، بل بدلها...
لم يقتصر الأمر على الدخول بعصر زمني غير ذي عصر، لكنها نفسها روحها احتبست داخل روح سيدة مجهولة لا تدرك من هي، ولما انفتح الباب الرئيسي تكشف لها أرض غير ذي أرض، وعلى يمين البوابة أغصان شجر عجوز يتدلى منه ممجموعة لا حصر لها من الحقائب النساية على كافة العصور، وبجوارها تتدلى جواهر قد انفرط بعضها وغاص بالرمال، تجد شوقية نفسها كما التائهة ماذا حدث، يجيل بخاطرها سيدة أخرى كانت معها بالفوج الأول قد اختطفت روحها وألبستها جسد غير ذي جسد!!!
تلمح السيدة حقيبتها المستطيلة الشكل ذات الإطار الذهبي واللون السكري، تلتقطها بفرحة عارمة نعم هي حقيبتها التي تعرفها جيدًا تتفحص ما بها تجد كتيب ورقي يشبه البطاقة الورقية قديمًا بها تفاصيل الزوج "محمد كحيلة أفندي" تشعر المرأة والتي قاربت على عمر الستين من هيئة وجهها أن روحها قد عادت من جديد... تجلس لكي تتذكر كيف كان عنوان منزلها، يظهر من جديد طاقم تصوير الفيلم الذين ينتهكون حرمة الآثر (غير معلوم ماهيته فرعوني أم ماذا يكون!!)
وتعاود السيدة في الشجار معهم، يحاول الجمع فك ما بينهم من اشتباك، في هذه اللحظة حدث اضطراب لدي يبدو أن أحد ممن بالمنزل حاول إيقاظي، فكانت الكارثة فقد تدخل عقلي الواعي وظن أن المر لعبة من ألعابي التخيلية لنسج خيوط فيلم، فتحول محمد كحيلة أفندي لصلاح ذو الفقار، والسيدة منتحلة شخصية شوقية هانم كحيلة لفتاة أجنبية بها ملامح تشبه نيللي وأن محمد أفندي متزوج من ثلاثة غيرها يقطن بنفس المنزل ويعاملهن كخادمات لها، وفي الخلفية تهرول السيدة شوقية نحو منزلها الذي تذكرت موقعه مع ذهولها المرعب من تغيير المكان والبلاد والعباد، وللأسف توجب علي النهوض فالمر بعدما كان مغري من العقل الباطن، فتداخل العقل الواعي مسبب خلل في الفانتازيا الدائرة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق