ساحات من ضجيج كل بناية بها وكأنما صنعت من زحام وعوادم سيارات ،أصوات باعة جائلين ،صوت ارتطام حجر نرد بلوح الطاولة ،فيضان من تلامذة المدارس يهرولون إلى الشوارع، موكب رسمي لأحدهم يمر ،وسارينة السيارات تصرخ كأنها تحفر بشدة داخل الأذن نفقًا يخترق الأعصاب ويحرقها . كانت عن قصد وليس غفلة من سائقي تلك السيارات، وفي بالهم يقولون لابد من تعذيبهم بشتى الأساليب.. وكانت وحدها والألم المفاجيء يرجرج جنبات بدنها . حرارة جسد تتكفل بصهر أي جدار ، وهناك شوارع متكدسة بالسيارات والمارة يتخبطون بها وتتخبط هي بالألم الصارخ، اثنان كانت هي والألم وثالثهما عين تبكي . خطوة قدم تشد من أزر الأخرى نحو الوصول ، بينما الأخرى متخبطة أين أذهب ما بين مكان العمل الباعد عنها بساعة أو أكثر في لهيب الشمس وزحام السيارات ،أو المنزل المتواجد ببلد تبعد من الوقت ما تبعد؟!!! الألم يستمر والضجيج في تزايد والقدم تلتف حول الأخرى كإلتفاف طفل حول ساقي والده يحتمي بهما من مفاجأة المجهول...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق